الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.إعراب الآيات (4- 5): {إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)}.الإعراب: (من وراء) متعلّق ب (ينادونك)، (لا) نافية الواو عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (حتّى) حرف غاية وجر (تخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (إليهم) متعلّق ب (تخرج)، اللام واقعة في جواب لو، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على الصبر المفهوم من السياق الواو استئنافيّة.. والمصدر المؤوّل (أنّهم صبروا..) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت.. والمصدر المؤوّل (أن تخرج..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (صبروا). جملة: (إنّ الذين ينادونك) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (ينادونك) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (أكثرهم لا يعقلون) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (لا يعقلون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم). وجملة: (لو) ثبت صبرهم لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (صبروا) في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: (تخرج) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: (كان خيرا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (اللّه غفور) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الحجرات)، جمع حجرة، اسم للبيت الذي يحجر عليه بحائط أو غيره، وزنه فعلة بضمّ فسكون بمعنى مفعولة.. ووزن حجرات فعلات بضمّتين. البلاغة: الكناية: في قوله تعالى: (مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ). ففي ذكر الحجرات كناية عن خلوته عليه الصلاة والسلام بنسائه، لأنها معدة لها. ولم يقل: حجرات نسائك، ولا حجراتك، توقيرا له صلى اللّه عليه وسلم وتحاشيا عما يوحشه عليه الصلاة والسلام. .إعراب الآيات (6- 8): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)}.الإعراب: (جاءكم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (بنبإ) متعلّق بحال من فاعل جاءكم الفاء رابطة لجواب الشرط (أن) حرف مصدريّ ونصب (بجهالة) متعلّق بحال من فاعل تصيبوا، والباء للملابسة (تصبحوا) مضارع ناقص منصوب معطوف على (تصيبوا) بالفاء، (على ما) متعلّق بالخبر (نادمين). والمصدر المؤوّل (أن تصيبوا...) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تصيبوا. وجملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (جاءكم) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (تبيّنوا) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (تصيبوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). وجملة: (تصبحوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تصيبوا. وجملة: (فعلتم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ. 7- الواو عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (فيكم) متعلّق بخبر أنّ (لو) حرف شرط غير جازم (في كثير) متعلّق ب (يطيع)، اللام رابطة لجواب لو الواو عاطفة في المواضع الخمسة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (إليكم) متعلّق ب (حبّب) (في قلوبكم) متعلّق ب (زيّنه)، (إليكم) الثاني متعلّق ب (كرّه)، (هم) ضمير فصل.. والمصدر المؤوّل (أنّ فيكم رسول..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.. وجملة: (اعلموا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: (يطيعكم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (عنتّم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (لكنّ اللّه حبّب) لا محلّ لها معطوفة على جملة يطيعكم. وجملة: (حبّب إليكم) في محلّ رفع خبر لكنّ. وجملة: (زيّنه) في محلّ رفع معطوفة على جملة حبّب. وجملة: (كرّه إليكم) في محلّ رفع معطوفة على جملة حبّب. وجملة: (أولئك هم الراشدون) لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئناف بيانيّ 8- (فضلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر أي تفضّل فضلا، (من اللّه) متعلّق ب (فضلا).. وجملة: تفضّل (فضلا) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (اللّه عليم) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة- أو استئنافيّة الصرف: (7) العصيان: الاسم من (عصى، يعصي) باب ضرب، وزنه فعلان بكسر الفاء وسكون العين وهو ترك الطاعة.. أو هو مصدر الفعل. البلاغة: 1- التنكير: في قوله تعالى: (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ). ففي تنكير الفاسق والنبأ: شياع في الفساق والأنباء، كأنه قال: أيّ فاسق جاءكم بأيّ نبأ، فتوقفوا فيه، وتطلبوا بيان الأمر وانكشاف الحقيقة، ولا تعتمدوا قول الناس لأنّ من لا يتحامى جنس الفسوق لا يتحامى الكذب الذي هو نوع فيه. وطبعا هذا الشياع والشمول لأن النكرة إذا وقعت في سياق الشرط تعم، كما إذا وقعت في سياق النفي. 2- التقديم: في قوله تعالى: (أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ). حيث قدّم خبر أن على اسمها، وفائدة ذلك هو القصد إلى توبيخ بعض المؤمنين على ما استهجنه اللّه منهم من استتباع رأي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لآرائهم، فوجب تقديمه لانصباب الغرض إليه. 3- التعبير بالمضارع: في قوله تعالى: (لَوْ يُطِيعُكُمْ). حيث عبّر بالمضارع دون الماضي، فقال: يطيعكم. ولم يقل: أطاعكم. وذلك للدلالة على أنّه كان في إرادتهم استمرار عمله على ما يستصوبونه. وأنّه كلما عنّ لهم رأي في أمر كان معمولا عليه، بدليل قوله: (في كثير من الأمر) كقولك: فلان يقري الضيف ويحمي الحريم، تريد: أنه مما اعتاده ووجد منه مستمرّا. 4- الطباق: في قوله تعالى: (حبّب) و(كرّه). هذا ضرب من الطباق، وقد ورد كثير منه في كتاب اللّه عز وجل. الفوائد.. لا تتسرع وكن على بينة من الأمر. تدعونا هذه الآية إلى أن نتثبت من الأخبار، قبل أن نبني عليها أيّ تصرف، لأن التسرع كثيرا ما يؤدي إلى الندامة والخسران. نزلت هذه الآية في الوليد بن عقبة، بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى بني المصطلق، بعد غزوهم ليأتي بالصدقات، وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، فلما سمع به القوم تلقّوه تعظيما لأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله، فهابهم ورجع، وذكر للنبي صلى اللّه عليه وسلم أن بني المصطلق قد ارتدوا وخرجوا لقتاله، فبعث النبي صلى اللّه عليه وسلم خالد بن الوليد، فوصل إليهم خالد، وكمن فسمع أذان المغرب والعشاء، ورآهم أهل طاعة وبرّ، فجمع منهم الزكاة، وسألهم عن أمر خروجهم للوليد فقالوا: خرجنا لاستقباله، فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية. .إعراب الآيات (9- 10): {وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}.الإعراب: الواو استئنافيّة (طائفتان) فاعل لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي اقتتلت طائفتان.. (من المؤمنين) متعلّق بنعت ل (طائفتان)، الفاء رابطة لجواب الشرط (بينهما) ظرف منصوب متعلّق ب (أصلحوا)، الفاء عاطفة (بغت) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط (على الأخرى) متعلّق ب (بغت)، الفاء رابطة لجواب الشرط (التي) موصول في محلّ نصب مفعول به، وهو نعت لمنعوت مقدّر أي الفئة التي.. (حتّى) حرف غاية وجرّ (تفيء) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (إلى أمر) متعلّق ب (تفيء).. والمصدر المؤوّل (أن تفيء..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قاتلوا). الفاء عاطفة (إن فاءت) مثل إن بغت (فأصلحوا بينهما) مثل الأولى (بالعدل) حال من فاعل أصلحوا. جملة: اقتتلت (طائفتان) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (اقتتلوا) لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: (أصلحوا) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (بغت إحداهما) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (قاتلوا) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (تبغي) لا محلّ لها صلة الموصول (التي). وجملة: (تفيء) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: (فاءت) لا محلّ لها معطوفة على جملة بغت... وجملة: (أصلحوا) الثانية في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (أقسطوا) في محلّ جزم معطوفة على جملة أصلحوا. وجملة: (إنّ اللّه يحبّ) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (يحبّ) في محلّ رفع خبر إنّ. 10- (إنّما) كافّة ومكفوفة الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (أصلحوا بين) مثل الأولى، والواو في (ترحمون) نائب الفاعل. وجملة: (المؤمنون إخوة) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (أصلحوا) الثالثة في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن اقتتلوا فأصلحوا... وجملة: (اتّقوا) معطوفة على جملة أصلحوا الأخيرة. وجملة: (لعلّكم ترحمون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (ترحمون) في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (بغت)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين لام الكلمة وتاء التأنيث. البلاغة: 1- التشبيه البليغ: في قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) حيث شبهوا بالأخوة من حيث انتسابهم إلى أصل واحد، وهو الإيمان الموجب للحياة الأبدية، ويجوز أن يكون هناك استعارة وتشبيه المشاركة في الإيمان، بالمشاركة في أصل التوالد، لأن كلا منهما أصل للبقاء، إذ التوالد منشأ الحياة، والإيمان منشأ البقاء الأبدي في الجنان. 2- التخصيص: في قوله تعالى: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ). حيث خص الاثنان بالذكر دون الجمع، لأن أقل من يقع بينهم الشقاق اثنان، فإذا لزمت المصالحة بين الأقل كانت بين الأكثر ألزم، لأن الفساد في شقاق الجمع أكثر منه في شقاق الاثنين. 3- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ). حيث وضع الظاهر موضع الضمير مضافا للمأمورين، للمبالغة في تأكيد وجوب الإصلاح والتخصيص عليه. الفوائد: - حكم قتال البغاة.. قال العلماء: في هاتين الآيتين دليل على أن البغي لا يزيل اسم الإيمان، لأن اللّه تعالى سماهم إخوة مؤمنين، مع كونهم باغين. ويدل عليه ما روي عن علي رضي اللّه عنه، وهو القدوة في قتال أهل البغي، وقد سئل عن أهل الجمل، أمشركون هم؟ فقال لا إنهم من الشرك فرّوا. فقيل: أمنافقون هم؟ فقال: لا إن المنافقين لا يذكرون اللّه إلا قليلا. قيل: فما حالهم؟ قال: إخوتنا بغوا علينا، والباغي في الشرع هو الخارج على الإمام العدل فإذا اجتمعت طائفة لهم قوة ومنعة، فامتنعوا عن طاعة الإمام العدل، ونصبوا لهم إماما، فالحكم فيهم، أن يبعث لهم الإمام، ويدعوهم إلى طاعته، فإن أظهروا مظلمة أزالها عنهم، وإن لم يذكروا مظلمة وأصروا على البغي، قاتلهم الإمام حتّى يفيئوا إلى طاعته. ثم الحكم في قتالهم: أن لا يتبع مدبرهم، ولا يقتل أسيرهم، ولا يذفف أي يجهز على جريحهم كما نادى بذلك منادي عليّ يوم الجمل. وما أتلفت إحدى الطائفتين على الأخرى، في حال القتال، من نفس ومال، فلا ضمان عليها. أما من لم تجتمع له هذه الشروط الثلاثة، بأن كانوا جماعة قليلين لا منعة لهم، أو لم يكن لهم تأويل، أو لم ينصبوا إماما، فلا يتعرض لهم إذا لم ينصبوا قتالا ولم يتعرضوا للمسلمين، فإن فعلوا ذلك أي نصبوا قتالا وتعرضوا للمسلمين فهم كقطاع الطريق في الحكم. |